في
مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس المجاهد الأنبا ايساك تلميذ الأب الكبير
الأنبا أبلوس . زهد هذا القديس العالم منذ صغره . وترهب في برية شيهيت ،
وتتلمذ للأنبا أبلوس مدة خمس وعشرين سنة ، أجهد نفسه فيها جهادا أذاب جسمه
بقتل الأهواء النفسية ، حتى ملك استقامة العزم ، وأتقن فضيلة الصمت
والهدوء أثناء الصلوات والقداسات . وكان من عادته في وقت القداس أنه يظل
واقفا مكتوف اليدين حاني الرأس حتى نهاية الصلاة ، ثم يعود إلى قلايته
ويغلق بابها عليه ولا يقابل أحدا في ذلك اليوم . ولما سألوه : " لم لا
تكلم من يريد كلامك وقت الصلاة أو القداس ؟ " أجابهم قائلا : " للكلام وقت
، وللصلاة وقت " ولما دنا وقت وفاته اجتمع عنده الآباء الرهبان لينالوا
بركته وسألوه : " لماذا كنت تهرب من الناس " ؟ فأجابهم " ما كنت أهرب من
الناس بل من الشيطان . لأن الإنسان إذا مسك مصباحا متقدا في الهواء ينطفئ .
وهكذا نحن إذا ضاء عقلنا من الصلاة والقداس ثم تشاغلنا بالأحاديث فان
عقلنا يظلم " . ولما أكمل هذا الأب جهاده الصالح تنيح بسلام . صلاته تكون
معنا . آمين
نياحة البابا غبريال بن بطريك الثانى
في مثل هذا اليوم من سنة 861 ش (
5 أبريل سنة 1145 م ) تنيح الأب القديس العظيم البابا غبريال الثاني
البطريرك السبعون من باباوات الكرازة المرقسية الشهير بابن تريك . هذا
البابا كان من كبار مدينة مصر وأراخنتها ، وكان كاتبا ناسخا عالما فاضلا
ذا سيرة حميدة . وقد نسخ بيده كتبا كثيرة قبطية وعربية فوعي محتوياتها
وفهم معانيها فاختاره مقدمو الشعب ورؤساؤهم لكرسي البطريركية ، وتمت رسامته
يوم 9 أمشير سنة 847 ش ( 3 فبراير سنة 1131 م ) وحدث أنه عندما صلي أول
قداس في دير القديس مقاريوس كعادة البطاركة قديما أن أضاف علي الاعتراف
الذي يتلى في آخر القداس بعد قوله " أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا
جسد ابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي أخذه من
سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم " هذه العبارة " وصيره واحدا مع
لاهوته " فأنكرها عليه الرهبان خشية أن يفهم من ذلك أنه حصل امتزاج .
وطلبوا منه تركها فامتنع قائلا : " أنها أضيفت بقرار من مجمع الاساقفه "
وبعد مباحثات طويلة تقرر إضافة هذه الجملة " بدون امتزاج ولا اختلاط ولا
تغيير وذلك خوفا من الوقع في هرطقة أوطيخي فوافقهم علي ذلك . ورسم في
أيامه 53 أسقفا وكهنة كثيرين ووضع قوانين وأحكاما في المواريث وغيرها
وتفاسير كثيرة ولم يعرف عنه أنه أخذ درهما واحدا من أحد . ولا وضع يده علي
شيء من أموال الكنائس ولا أوقاف الفقراء . ولما طالبه حاكم ذاك الوقت
بمال جمع له الأراخنة ألف مثقال ذهب ودفعوها عنه . وقضي علي الكرسي
المرقسى أربعة عشر عاما وشهرين ويومين ثم تنيح بسلام صلاته تكون معنا ،
ولربنا المجد دائما . آمين