snowhite عضو مبارك
عدد المساهمات : 99 نقاط : 301 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 04/10/2010
| موضوع: حياة الفضيلة ... بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث!!! الأحد أكتوبر 10, 2010 9:25 am | |
| حياتك في الفضيلة تقاس بنوع اهتماماتك قال السيد المسيح لمرثا:أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلي واحد1كو10:41أما مريم فقد اختارت النصيب الصالح واهتمت به.. وأنت يا أخي بماذا تهتم؟ماهي الأولويات في حياتك؟حسب أولوياتك يكون حماسك ويكون عملك وتكون إرادتك... * إن الناس يختلفون في اهتمامهم كما اختلفت مريم ومرثا.. كان اهتمام مرثا أن تهتم بالمسيح في ضيافته بينما اهتمت مريم بمحبته ,والجلوس عند قدميه والاستماع إليه وصارت إحداهما مثالا للخدمة والأخري مثالا للتأمل وقليلون -مثل القديس بولس-من جمعوا بين الأمرين.. الرعاة اهتموا بالخدمة والرهبان بحياة التأمل وحسب اهتمام كل واحد هكذا كانت حياته.. * وأنت مثلا حينما تستيقظ كل يوم, بماذا يكون اهتمامك؟ هل تهتم بحياتك اليومية, تغسل وجهك ,تفطر,تعد ملابسك تستعد للذهاب إلي عملك؟أم اهتمامك الأول كيف تبدأ اليوم مع الرب بالصلاة والقراءة والتأمل...؟حسب اهتمامك سيكون تصرفك. البعض يعتذر أحيانا ويقول:لم يكن لدي وقت للصلاة ...!وأنا دائما أرفض هذا العذر ولا أعتبره السبب الحقيقي ,وأقول: لو وضعت الصلاة والتأمل في قمة اهتمامك لأمكنك أن تجد لهما وقتا.. * نفس الوضع نقوله بالنسبة إلي الصلاة في مجال الخدمة وفي حياة كثير من الخدام...إنهم يهتمون بتحضير الدرس أكثر من اهتمامهم بتحضير أنفسهم روحيا.. يهتمون بمواعيد الخدمة,واجتماعاتها وبالصور والهدايا والمكتبة والنادي,وبالافتقاد وبالأنشطة ..ونادرا ما يهتمون علي نفس القياس بصلواتهم!!فلا نجد اجتماعات الصلاة مثل اجتماعات الشبان أو الشابات. النشاط يأخذ الاهتمام الأول,وليس الصلاة ولو دخلنا في التفاصيل لوجدنا أيضا العمل الروحي لا يأخذ الاهتمام الأول..فالنادي مثلا:قد نهتم بمكانه وترتيبه وما توجد فيه من ألعاب ومن أنشطة رياضية وتسليات.. وقد نهتم بتنظيم الكارنيهات والمواعيد,والمسابقات وفرق التمثيل والكورال...وفي كل ذلك قد لا يوجد الإشراف الروحي الكامل.. ونجد النوادي في ضوضائها وفي أخطائها لا تعطي الصورة الروحية المرجوة وربما لاتختلف عن النوادي العادية,لعدم وجود المشرف الروحي. لماذا؟الجواب صريح..لأننا لم نضع ذلك في قمة اهتمامنا. * وفي الخدمة الاجتماعية قد نجد نفس الظاهرة اهتمامنا الأول أو الوحيد هو في العناية بالفقراء ماديا سواء في المساعدات المالية أو مشاكل التعطل أو المرض أو الإسكان وما إلي ذلك ويندر أن يعطي اهتمام حقيقي بروحيات هؤلاء المحتاجين.. وإن عقد لهم اجتماع روحي قد يكون شكليات.. اهتمام فيه بربط هؤلاء الناس بالله وبالاطمئنان علي حياتهم الروحية,وعلي تناولهم واعترافاتهم وتوبتهم.. * نفس الوضع ربما نجده أيضا في إنفاقات ومشروعات بعض الكنائس. غالبية المال قد تنفقه علي البناء والتعمير,أو علي تجميل الكنيسة وتزيينها بالديكور وبالأيقونات وبالنجف الغالي.. ولا يعطي مجلس الكنيسة ولا كهنتها نفس الاهتمام لخدمة الفقراء والحالات المحتاجة من أجل الأحياء المجاورة المحتاجة إلي رعاية روحية ولا حتي الاهتمام بالخدمة الروحية في نفس الكنيسة.. للأسف كل الاهتمام مركز في البناء والديكور. * نفس الوضع في عناية الأسرة بالطفل يقول الأب والأم إن اهتمامهما الأول هو تربية أطفالهما ورعاية مستقبلهم. وحسنا يقولون ولكن أي نوع من التربية يهتمون به؟إنهم يهتمون بصحة أولادهم وأكلهم وشربهم ولبسهم وأيضا بتعليمهم وإعدادهم لوظيفة لائقة ثم بعد ذلك بتزويجهم.. ويقول الأب بعد ذلك وتقول الأم كذلك:أشكرك يارب إني أديت رسالتي نحو أبنائي.الآن ضميري استراح من جهتهم ومع ذلك لا يضعون اهتمامهم الأول بتربيتهم الروحية وبمصيرهم الأبدي!! لايعطونهم الغذاء الروحي اليومي,مثلما يعطونهم غذاءهم الجسدي وإن سألتهم عن واجبهم في ذلك ربما يجيبون إننا أرسلناهم إلي مدارس الأحد..!دون متابعة لما أخذوه أو حفظوه من دروس,ودون إضافة شيء خلال الأسبوع.. كأن الأب غير مسئول عن معلومات ابنه الدينية,وعن تربيته روحيا!!وكأن الأم غير مسئولة وهي التي استلمت ابنها من المعمودية كإشبينة له تتعهده بالعناية الروحية وبالتعليم الديني,وبالتدريب علي الفضائل ويبقي السؤال قائما وهاما في كل ما قلناه: ما هو اهتمامنا الأول؟اهتمامنا العميق الحقيقي؟ إنسان آخر في الخدمة يهتم كيف تمتليء الكنيسة بالناس هذا هو كل هدفه ولايهتم بأن يصل هؤلاء الناس إلي الله وربما يلجأ إلي وسائل عالمية!! مثلما تلجأ بعض الطوائف إلي منح المعونات المالية والاجتماعية لجذب بعض المحتاجين إليهم ويخرجونهم بذلك من كنائسهم!!الاهتمام كله ليس في الملكوت إنما في أن يزيد عددهم ولو علي حساب كنائس أخري كثيرون يهتمون بأنفسهم اهتماما جسديا. إما من جهة الأكل والشرب والملبس وإما من جهة شهوات الجسد.. بينما يقول الرب لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون.. فإن هذه كلها تطلبها الأمم مت6:32,25 أما عن وضع الإنسان همه كله في شهوات جسده فيقول الرسول اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله..فالذين هم في الجسد لايستطيعون أن يرضوا الله رو8:6-8ويستمر الرسول إلي أن يقول: إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون رو 8:13 في أي شيء نضع متعتنا وبالتالي اهتمامنا؟كل شهوات الجسد الحسية تمتع بها سليمان في مغالاة شديدة إلي أن قال ومهما اشتهته عيناي لم أمنعه عنهم اجا2:10 وماذا كانت النتيجة؟.. رأي أن الكل باطل وقبض الريح جا2:11 والبعض يهتم بالراحة النفسية له ولغيره حتي ولو لم تكن علي أساس روحي..الأم مثلا قد تضع في اهتمامها الأول أن تكسب محبة ابنها وأن تريحه لكي يريحها ولو كان علي حساب روحياته فتدلله وتعطيه كل ما يطلب وتغطي علي أخطائه ولا توبخه علي خطأ خشية أن تفقد محبته وينشأ الولد مدللا ويفسد.. لأن أمه لم تضع في اهتمامها أن تقودة في الطريق السليم حتي لوغضب حينا حتي لو وقفت ضد إرادته الخاطئة ثم تقنعه وتصلحه وتصالحه.. إنها إن اهتمت براحة نفسيته وليس بروحياته ستفقده أبديته بل حتي حياته الاجتماعية لأنه سيخرج إلي المجتمع فلا يجد نفس التدليل الذي اعتاده في البيت فيتعب من المجتمع أو ينعزل عنه وتكون التربية المنزلية قد أضرت به نفسيا أيضا ولو بعد حين كذلك قد نهتم بحالة المريض النفسية وليس بمصيره الأبدي وبألوان كثيرة من الكذب والخداع نخفي عنه حقيقة مرضه ولا نلمح بخطورة المرض ولو من بعيد خوفا علي نفسيته ومعنوياته التي نضعها في قمة اهتمامنا.. إلي أن يفاجئه الموت ويموت بدون استعداد ويهلك.. المفروض في الأمراض الميئوس منها أن نعد المريض لأبديته بحكمة. لست أنصح أن نكاشفه بحقيقة مرضه إن كان لا يحتمل.. وإنما نضع في عمق اهتمامنا أن نعده روحيا حتي إن حدثت معجزة وشفي.. بكل حكمة نقوده إلي الحياة مع الله وليس بسبب الخوف من الموت.. إنما بأسلوب إيجابي مؤثر وبكل وسائط النعمة المتاحة. كذلك هناك سؤال أساسي نعرضه في موضوع الاهتمام: * هل أنت تركز كل اهتمامك بنفسك؟أم تهتم بغيرك ولو فضلته علي نفسك؟ ما هو اهتمامك الأول؟أهو ذاتك؟أم أنت تخرج عن دائرة الذات لتهتم بالآخرين اهتماما من عمق قلبك تصل فيه إلي الخدمة والعطاء والبذل إلي حد بذل النفس أيضا.. هل تهتم براحتك أم براحة غيرك؟ وهل في اهتمامك براحتك لا مانع لديك أحيانا أن تبني راحتك علي تعب الآخرين.. كالأسرة التي تطلب من عائلها طلبات فوق احتماله ترهقه وتحرجه وتربكه ولا تبالي! إن الروحيين والمصالحين جعلوا اهتمامهم الأول يتركز في المجتمع الذي يعيشون فيه. الاهتمام بالأسرة, بالمعارف والأصدقاء, بالمجتمع بالكنيسة, بالوطن كله وبالعالم البشري كله والمساهمة في راحته وفي تخفيف أتعابه. وهكذا ظهرت هيئات وجمعيات هدفها إنقاذ الآخرين أو إعانتهم من كل ناحية مثل الهيئات العالمية للصحة ولتربية الأطفال ولإنقاذ العالم من الجوع والكوارث والمشكلات الاجتماعية.. كذلك الهيئات التي تعمل علي طبع الإنجيل ونشره والتي تعمل علي نشر الكلمة...والهيئات التي تجاهد للمحافظة علي حقوق الإنسان * السيد المسيح كان كل اهتمامه بالأخرين. كان يجول يصنع خيرا اأع10:38 يكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وضعف في الشعب مت4:23 يتحنن علي الكل ويشبع كل حي من رضاه يبشر المساكين, يعصب منكسري القلوب, ينادي للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق أش61:1. وفي نفس الوقت لم يهتم بذاته ولم يكن له أين يسند رأسه لو9:58لم يهتم المسيح بكرامته لما أغلقت إحدي قري السامرة أبوابها في وجهه ووبخ تلميذيه اللذين طلبا أن تنزل نار من السماء لتهلكها وقال لهمالستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص لو9:51-56وعلي الصليب كان كل اهتمامه بخلاص البشر وبالمغفرة حتي لصالبيه وبالفردوس للص اليمين كما اهتم بأمه القديسة العذراء وبتلميذه القديس يوحنا * أحيانا يكون كل اهتمام الإنسان أن يصل إلي غرض ما:وربما لايكون غرضا روحيا وإنما هو لإثبات الذات ووجودها أولارتفاعهابطريقة ما.. وفي سبيل هذا الوصول لايهتم بالوسيلة ماذا تكون: روحية أو غير روحية.. لايهمه أن تكون حيلا بشرية أو عالمية أو طرقا خاطئة.. تركيز الاهتمام كله في الوصول إلي الغرض حتي لو ضيع هذا الإنسان نفسه..مثلما فعل أخاب الملك في الحصول علي حقل نابوت اليزرعيلي. وما فعلته الملكة إيزابل في سبيل أن يصل زوجها إلي غرضه ولو بالجريمة والاتهام الباطل لنابوت وشهود الزور..حتي نال كلاهما عقوبة من الله تناسب ذنوبهما 1مل21 وبالمثل ما فعلته رفقة لكي ينال بركة أبيه ومع أن الغرض هنا كان روحيا إلا أن التركيز عليه أفقدهما الوسيلة الصالحة فاستخدما أسلوب الخداعتك27.وبالمثل قد يهتم خادم آخر أن يملأ عقول سامعيه بالمعلومات دون أن يضع اهتمامه في حياتهم الروحية كيف تنمو.. كل اهتمامه في المعلومات لا في الروحيات...!أو أب كل اهتمامه أن يلقن أولاده كلاما من الكتاب يحفظونه ولا يهتم بالتداريب الروحية التي تعمق صلتهم بالله. والكتاب يقولافعلوا هذه,ولا تتركوا تلك مت23:23+++ ولعلنا بعد كل هذا,نسأل بأي شيء يجب أن نهتم؟ إن ربنا يسوع المسيح يقول في العظة علي الجبل: اطلبوا أولا ملكوت الله وبره مت6:33
````````````````````` | |
|