ملاكى الحارس
ملاكى الحارس
ملاكى الحارس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملاكى الحارس

منتدى مسيحى ارثوذكسى
 
الرئيسيةتفعيل الاشتراكأحدث الصوردخولالتسجيل
سلام ونعمة لكل اعضاء وزوار منتدانا الغالى منتدى ( ملاكى الحارس )
رغبة منا فى نشر الخدمة وزيادة عدد اعضاء وزوار منتدانا و توضيح بعض النقاط التى تسبب مشكلة فى تسجيل العديد من الاعضاء
 قراءة الاسئلة والاستفسارات على الرابط التالى https://malakyelhares.own0.com/f77-montada
وايضا يمكنك اضافة اى سؤال تريدة على هذا الرابط دون الحاجة الى تسجيل ..ادارة المنتدى

 

 لا للشكلية والحرفية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
snowhite
عضو مبارك
snowhite


عدد المساهمات : 99
نقاط : 301
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

لا للشكلية والحرفية Empty
مُساهمةموضوع: لا للشكلية والحرفية   لا للشكلية والحرفية Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 4:21 pm

<table width="100%" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td> </td>
</tr>
</table>


















لا للشكلية والحرفية

مقال لقداسه البابا في جريدة الأهرام


لا للشكلية والحرفية Admin1475572967


الإنسان الفاضل يهتم بعُمق الأمور وليس بشكليتها. ومن جهة تعامله مع
وصايا اللَّه، يهتم بروحانيتها وليس بحرفيتها. ذلك لأنَّ الشكليات هى
المظهر الخارجي. والإنسان الروحي لا يهتم بالمظهر إنما بالجوهر. وليس هذا
فقط من جهة الأمور الدينية، وإنما حتى في الأمور الإدارية والمدنية والحياة
عامة. وسنحاول في هذا المقال أن نتناول العديد من الأمثلة لشرح هذا
الموضوع:


كان اليهود وبخاصة أيام إشعياء النبي يهتمون بالعبادة الشكلية من صلوات
وأصوام وتقديم ذبائح والاهتمام بالاحتفالات والأعياد الدينية، بينما هم
بعيدون عن اللَّه تماماً. ولذلك رفض اللَّه صلواتهم وقال لهم: "حين تبسطون
أيديكم، أستُرُ وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً".
وقال عنهم أيضاً: "هذا الشعب يُكرمُني بشفتيه، أمَّا قلبه فمُبتعدٌ عني
بعيداً". حقاً إن اللَّه يُريد العبادة التي من القلب وليس مُجرَّد
الشكليات الخارجية.


مثال آخر، قد يركع الإنسان ويسجد. ويظن أن السجود هو إنحناء الجسد أو
مُجرَّد ملامسة الرأس للأرض. ويهتم بهذه الشكلية ويكتفي بها. بينما روحانية
السجود هى إنحناء الروح مع الجسد أيضاً، وهذا لا يأتي إلاَّ بخشوع النَّفس
من الداخل. وسجود الإنسان الخاشع أمام اللَّه يختلف تماماً عن مُجرَّد
السجود الخالي من خشوع القلب. وجوهر السجود هو الشعور بعظمة اللَّه وهيبته،
فأمامه تنحني الرأس حتى تلامس الأرض ويشعر الإنسان إنه لا عظمة له أمام
عظمة اللَّه. وهكذا قال داود النبي في مزاميره: "لَصِقَتْ بالتُّراب
نَفْسِي". ولم يقل لصقت بالتراب رأسي.


الصلاة أيضاً ليست مُجرَّد ألفاظ نُردِّدها. فهذا الترديد هو مُجرَّد
شكلية الصلاة. إنما الصلاة في جوهرها، هى صلة اللَّه ومن هذا أخذت اسمها.
والصلاة في عمقها هى انفتاح القلب للَّه، بكل خشوع، وكُل حُب، وكل إيمان.
لذلك عجيب جداً أن يُصلِّي إنسان، أو يظن إنه يُصلِّي، بينما لا توجد صِلة
بينه وبين اللَّه فيما يسميها صلاة!! فإن كانت لك مثل هذه الصلاة الشكلية
التي رُبَّما تكون أيضاً بلا فهم وبلا مشاعر، فقل لنفسك في صراحة تامة:
"أنا ما وقفت أمام اللَّه لكي أعدّ ألفاظاً!!"... إن علاقتك باللَّه في
الصلاة ليست علاقة مع شفتيك إنما مع قلبك قبل كل شي.


نطبق هذا الأمر أيضاً من جهة العطاء أو الصدقة. فجوهر العطاء هو أن
تعطي من قلبك ومن حبك لا أن تعطي من مالك ومن جيبك. لأنَّ البعض قد يعطي
بغير مشاعر، لمُجرَّد التنفيذ الحرفي لوصية اللَّه، أو يعطي حياء منه حينما
يطلب ذلك منه، أو يعطي وهو متذمِّر، أو يعطي الفقراء وهو يحاسبهم حساباً
عسيراً ويقول أحياناً: هذا مستحق وهذا غير مستحق. أو يعطي مجاملة لبعض
المشروعات الاجتماعية التي تقوم بها بعض الهيئات... وفي كل ذلك يظهر أن
القلب غير مشترك في العطاء، أو أن العطاء غير مرتبط بمحبته للمحتاجين
واشفاقه عليهم، أو يعطي بشيء من التعالي والافتخار!! كل ذلك هو لون من
الحرفية في العطاء أو الشكلية التي تخرج عن روح المحبة والشفقة والمشاركة
الوجدانية مع أولئك المحتاجين. أمَّا الإنسان الروحي فيرى أن المُعطي
الحقيقي هو اللَّه. وأن ما يعطيه هو للناس قد أخذه من اللَّه ليوصله منه
إليهم، في اتضاع وإنكار للذات.









بنفس المنطق نتكلَّم من جهة الصوم. فروحانية الصوم هى في إخضاع الجسد
وضبط النفس، تمهيداً لأن يكون ذلك منهج حياة. غير أنه قد يوجد شخص يهتم
بالشكل فقط، أي مُجرَّد فترة الانقطاع عن الطعام. ثم بعد ذلك يعطي جسده ما
يشتهيه بغير انضباط! وبهذا فإن ما ينتفع به في صومه، يفقده بعد إفطاره.
ويذكرني هذا الأمر بقول أمير الشعراء أحمد شوقي عن زجاجة الخمر:

رمضان ولَّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق

بينما روحانية الصوم تقول إن الذي امتنع شهراً من الزمان عن زجاجة
الخمر، من المفروض أنه قد وصل إلى قوة الإرادة التي يرفض بها تلك الزجاجة.
ولا يقول عنها إنه مشتاق يسعى إلى مشتاقة.


نقطة أخرى وهى أن اللَّه تبارك اسمه قد وهبنا يوماً في الأسبوع ليكون
يوماً مخصصاً لعبادته، ولهذا أيضاً جميع البلاد تُعفي الموظفين من العمل في
هذا اليوم. غير أن كثيرين ينسون جوهر هذا اليوم ويعتبرونه مُجرَّد يوم
عطلة يقضونه كيفما يشاؤون دون أن يدخلوا إلى العمق ويخصصوه كله لعبادة
اللَّه وخدمته.

فاسأل يا أخي نفسك عن موقفك من هذا اليوم، وهل أنت تخصص للَّه جزء
يسيراً منه أم تعطيه اليوم كله؟... ونفس الكلام نقوله عن الأعياد والمواسم
الدينية وجوهرها وليس حرفيتها، ومقدار نصيب اللَّه منها؟! وهل هى لمجرد
اللهو أم لها طابع التقديس؟!


ننتقل إلى نقطة أخرى وهى خدمة المجتمع، سواء الخدمة الفردية أم ما تقوم
به بعض المؤسسات من خدمة عامة أو اجتماعية... فهل الذي يقوم بهذا العمل
يعتبر خادماً للمجتمع بقدر ما تحمل هذه الكلمة من معنى؟ أم أن هؤلاء الخدام
ينسون كلمة خدمة. ويرتفع قلبهم، ويتسلطون في مواقع خدمتهم، ظانين أن
عضويتهم في تلك المؤسسات أو الجمعيات أو رئاستهم لها تعطيهم السلطة فيما
يخدمون. وهكذا يكونون قد فقدوا جوهر الخدمة ومعناها، وأصبحت الخدمة بالنسبة
إليهم مجالاً لإظهار الذات، أو مُجرَّد أعمال إدارية ومالية يقوم بها
الأعضاء، أو مُجرَّد أنشطة لتلك الهيئات وفي كل ذلك ينسون جوهر الخدمة
وعُمقها وروحانيتها.


موضوع الشكليات يدخل أيضاً في نطاق الأخلاقيات. فرُبَّما شاب يظن أنه
عفيف لأنه لم يرتكب الخطية عملياً، بينما شهوة الخطيئة في قلبه تملأ أفكاره
وأحلامه. وعن مثل هذا الشخص قال القديس چيروم: "هناك اشخاص لهم عفة في
أجسادهم، بينما أرواحهم زانية "... بنفس الوضع إلى حد ما في الاهتمام
بالشكليات، تلك الفتاة التي تظن أن كل العفة في اختيار نوع ملابسها، وليس
في نقاء القلب أو طهارة السلوك!!

نذكر في هذا المجال أيضاً، الاحترام الشكلي. فقد يوجد أشخاص في العمل
يقابلون رؤساءهم بمظهر من الاحترام الشديد والطاعة، بينما قلوبهم بغير
ذلك... وبنفس المنطق الذين يتحدَّثون كثيراً عن الوطنية واحترام بلادهم،
بينما في جوهر حياتهم لا يخدمون وطنهم كما ينبغي بل يركزون على ذواتهم كيف
ينتفعون من كل وضع أو مركز يوجدون فيه. وينظرون إلى الوظائف على أنها
مُجرَّد مجال للكسب المادي وليس لخدمة المجتمع. ومن هذا الوضع نائب الدائرة
الذي ينسى إنه في خدمة الدائرة. وتصبح الدائرة هى التي خدمته باختياره
نائباً!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لا للشكلية والحرفية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملاكى الحارس :: الكنيسة والقديسين :: قسم قداسة البابا شنودة الثالث-
انتقل الى: