قد قام كما قال
عاش
يسوع فترة خدمته على الارض لمدة ثلاث سنوات واللذين عاصروه وتعلقوا به
تبعوه إذ شفى امراضهم وسدد احتياجاتهم ، لقد عاشوا معه لحظة بلحظة ، لكن في
عشية عيد الفصح فوجئوا بيسوع يؤخذ منهم ( متى 26 ) ، ثم اوقفه حراس الهيكل
بشماتة امام بيلاطس وقد وقف مستسلما بلا أي مقاومة او دفاع عن نفسه . لم
يقم يسوع بأي من تلك الاتهامات الباطلة التي اتهموه بها ثم قادوه للصلب .
وبعد ساعات من العذاب عندما مات انزلوه من على الصليب ووضعوه في القبر .
لقد خبّأ الرجاء والامل في نفوس محبيه إذ امتلأت قلوبهم بالحيرة وتزعزع
ايمانهم وامتلأوا بالخوف .
حدث إن كان اثنين من تلاميذه ليسا من الاثنا عشر كانا في طريقهما الى مدينة
عمواس ( لوقا 24 : 13 ) . إذ كانا راجعين الى منزلهما وهما يتحاوران في
حزن واحباط إذ ان الظروف الاخيرة قضت على رجائهما في ان المسيح هو المزمع
ان يفدي اسرائيل ونلاحظ ان يسوع كان قد سبق ان ذكر لتلاميذه عدة مرات انه
ينبغي ان يُصلب ويموت ثم يقوم في اليوم الثالث ، كذلك تحدثت النبوات التي
في العهد القديم عن صلب المسيا وقيامته ونحن نعلم ان رؤساء الكهنة كانوا
يحفظون النبوات ولكنهم رفضوا باصرار قبول المسيح وحين قام من الاموات
وبالرغم من تأكدهم من ذلك اختلقوا الاكاذيب وقالوا : لنقل ان تلاميذه أتوا
ليلا ً وسرقوه . لماذا لم يتوقع الناس قيامة يسوع بالرغم من عدم عثورهم على
جسده في القبر ولماذا لا يؤمن بعض الناس بالقيامة ؟ لقد اقام يسوع ابنة
ارملة نايين وابنة قائد المئة واقام لعازر بعد ان كان له اربعة ايام في
القبر وقد سبق يسوع وقال : " لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا .
لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي . لِي
سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا . (
يوحنا 10 : 17 ، 18 ) . كما قال ايضا ً : " أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ
يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا....... وَيُقْتَلَ ، وَبَعْدَ
ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ ." ( مرقس 8 : 31 ) . ولكن نلاحظ ان قادة
اليهود والمعلمين والصدوقيين رفضوا ان يتبعوا يسوع لانهم كانوا يريدون
المسيّا الذي يخلصهم من سلطة الرومان ولم يكونوا يعرفون انهم برفضهم يتممون
مقاصد الله الازلية للفداء . كانوا محدودي الرؤيا في نظرتهم في العهد
القديم وكان توقعهم بناء المجد الارضي لاسرائيل . اما تلميذي عمواس فكانا
يتحاوران وهما ماشيان ويتذكران ايام يسوع وذكرياتهما الجميلة معه ، ثم اتى
يسوع مقتربا ً اليهما ومرافقا ً لهما لكن اغلقت اعينهما عن معرفته لأن خيبة
الامل لم تعطهما القدرة على ان يريانه او يتوقعاه . سار يسوع معهما
مشاركاً لهما حديثهما مفسرا ً لهما ما خفي عن اذهانهما مذكّرا ً لهما
بالنبوات وحين دخل معهما البيت وتناول الخبز وكسره انفتح واستنار ذهنهما ثم
اختفى عنهما . والسؤال لماذا عرفاه عند كسر الخبز ؟ هل لانهما رأيا آثار
الجروح ؟ كلا . هل لان يسوع عندما جلس معهما في جلسة حميمة وقريبة ادركا
صوته وتأكدا من ملامح وجهه الحنّان ؟ ربما . يذكر البشير لوقا ان يسوع
اختفى بعد ذلك أما هما فمن فرحتهما لم ينتظرا في عمواس لكن عادا الى
اورشليم ليخبرا الرسل بقيامة يسوع ، وتزداد ظهورات يسوع بعد القيامة مرات
اخرى عديدة .
قد يحدث موقف تلميذي عمواس معنا في مواقف عديدة . نحن نؤمن بيسوع ، نتحدث
اليه لكن قد تأتي علينا ظروف ونبدو وكأن يسوع ليس معنا. هناك الم ، ضيق ،
اضطهاد ولكن لنثق انه لا بد ان تأتي القيامة بعد الصلب والقبر ، لذلك عندما
نجتاز في ضيقات لنتحاور ولنتكلم مع يسوع فسوف يعلن عن نفسه لنا ويشرح لنا
ارادة الآب . " لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ
تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ. " (
فيلبي 1 : 29 ) ليس هناك قيامة بدون صليب ولا يوجد مجد بدون الم . اجلس معه
في جلسة حميمة فيعود لك ايمانك وتنتعش نفسك وتختبر حياة النصرة . لقد حمل
يسوع على الصليب اوجاعنا واسقامنا ثم قام منتصرا ً ناقضا ً شوكة الموت
واهبا ً لنا الحياة الابدية .
عيد قيامة سعيد
كل عام وانتم بخير
موضوع: قد قام كما قال 
