محافظة القاهرة تحاول هدم مستوصف خيري تابع لدير الأنبا مقار
قام العشرات من رهبان ديرالانبا "مقار" والاقباط بالاعتصام فى مواجهة محافظة القاهرة التى سعت إلى هدم مستوصف خيري عبارة عن عدة عيادات تم بنائها داخل سور فيلا يمتلكها دير الأنبا مقار بالزيتون بالقاهرة.
وكانت قوات كبيرة من الأمن برئاسة لوائي شرطة قد حاصرت المكان وحاولت اقتحامة لطرد المعتصمين وهدم المبنى , وقد توافد العديد من الاقباط للاعتصام داخل مبنى "بيت المحبة" الذى يجاور قسم الزيتون لمنع تنفيذ قرار الهدم الذى وصفة "الرهبان" بأنه قرار تعسفى ليس لة مبرر.
المبنى ليس منشأ حديثا بل هو قائم منذ أكثر من 50 عاماً بإسم "بيت المحبة" وقد أسسه أبونا اليشع المقاري ويقدم خدمات عديدة مثل بيت للطلبة المغتربين ومساعدات مالية وعينية للمحتاجين وغيرها من الخدمات الاجتماعية. وقد تم بناء بعض العيادات داخل سور المبنى لكي تعمل كمستوصف خيري لخدمة جميع أهالي المنطقة من مسلمين ومسيحيين لكي يكون كواحد من مشروعات خيرية كثيرة يقدمها الآباء الرهبان لخدمة المجتمع.
قرار المحافظة بهدم المباني جاء بإدعاء أن الأقباط قد أخذوا متر ونصف المتر خارج الحدود التي يملكونها، بينما الحقيقة أن الأقباط، ومن أجل الموافقة على البناء، قاموا بالبناء داخل حدودهم متنازلين عن 1000 متر مربع.
يذكر أن محافظة القاهرة قد أصدرت موافقات سابقة لمباني العيادات التي تم بنائها داخل السور، إضافة إلى موافقات شفهية وكان من المقرر إفتتاح المستوصف أول مارس وقد تمت توجيه دعاوي لوزير الصحة ولعدد من المسئولين إضافة إلى وفد من ألمانيا كان قد قدم تبرعات لهذا المشروع الخيري وذلك لحضور حفل الافتتاح.
على أي حال ورغم أنه لم يتم فحص المستندات والأوراق الخاصة بهذا الموضوع إلا أن المتابع له لابد وأن يتوقف عن نقطتين هامتين:
1- الانسحاب السريع لقوات الأمن ولمحافظة القاهرة بمعدات الهدم، ألا يعتبر ذلك قرينة على هشاشة موقف المحافظة، فهل لو كانت المحافظة تمتلك الحق فعلا لهدم المكان، هل كانت ستنسحب بهذه البساطة والسرعة؟
2- ما هو الخطأ في وجود "مستوصف خيري" يقدم خدمات للمجتمع؟ لأنه لو كانت المحافظة لم تعطي الموافقات المطلوبة لكانت هذه إهانة في حق المحافظة نفسها أن تقوم بتعطيل مشروع خيري بهذا الشكل. أم أنه التعصب الأعمى هو الذي يقود المحافظة إلى هذا الموقف السخيف.
عموماً موقف محافظة القاهرة يتفق مع موقف الحكومة المصرية بصفة عامة ضد كل ما هو قبطي وضد كل ما هو مسيحي. لأن السؤال ببساطة لماذا تقوم الحكومة المصرية بمحاولة هدم مباني ستقدم خدمات لكل المصريين دون تمييز وفي نفس الوقت نجد أن هناك العشرات من المستوصفات الاسلامية في نفس المنطقة لها أجندات طائفية تقدمها مع ما تقدمه من علاج وسط "ترحيب أمني وحكومي" لكل ما هو إسلامي في دولة تم أسلمة كل شئ فيها.