+
دعي الرب يسوع الروح القدس (معزياً) إذ قال لتلاميذه (خير لكم أن أنطلق
لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي) "يو7:16". إنه المعزي لأنه لا يعطي
للنفس تبكيتاً وندامة فقط بل أيضاً يعطيها رجاء في محبة الله وإيماناً بدم
يسوع الغافر للخطية.
وهو (المعزي) أيضاً في وسط الضيقات
فبالروح القدس صار للمؤمنين فهم روحي عميق للألم حتى صار الألم بالنسبة لهم
شهوة يشتاقون إليه ويفرحون به إذ كما يقول الرسول (أحسبوه كل فرح يا أخوتي
حينما تقعون في تجارب متنوعة) "يع2:1".
لأنه يصعب بل يستحيل على الإنسان
العادي أن يتوق إلي الألم ويفرح به لكن إذ صار فينا روح المسيح صار الألم
مشاركة للمسيح في ألامه وصار الظلم هبة يقبلها المؤمن كهدية قيمة يشارك بها
يسوع الذي حمل ظلم البشرية في جسده لسنا نشاركه في الألم والظلم ككفارة عن
الخطية لأن يسوع قال على الصليب (قد أكمل) لكن صارت لنا شركة معه كأعضاء حية في الكنيسة جسد المسيح السري شركة في آلام الحب. (فإذا
انسكبت محبة الله في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا) "رو5:5". لم يعد
الألم مخيفاً لأنه لا يقدر أن يفصلنا عن محبة المسيح (من يفصلنا عن محبة
المسيح أشده أم ضيق..) "رو35:8".
+ إن أيوب البار لم يقل (الرب أعطي والشيطان أخذ) بل لمعرفته أن الشيطان لا يمكنه أن يصنع
شراً غير الذي يأذن الله له بفعلة لهذا نسب كل شيء لله على حد سواء فقال
(الرب أعطي والرب أخذ) "أي21:1. إذا أنسبوا إلي الله كل ضيقاتكم لأن
الشيطان لا يستطيع أن يصنع بكم شيئاً بدون إذن ضابط الكل.
هوذا الشياطين ما استطاعت أن تدخل في خنازير الجرجسيين
"مت31:8. إلا بعد أن اخذوا إذناً من السيد المسيح فكيف يقدرون أن يقلقونكم
ويجربونكم بدون هذا الإذن فإن كان ما أمكنهم بدون ذلك أن يلمسوا الخنازير
فكيف يلمسون البنين؟!